الأحد، 6 أغسطس 2017

قصة نادرة عن جحا // ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ / ﻳﺎﺳﺮ ﺍﻟﺴﻤﻄﻲ ( ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺒﺪﺃ )

اساتذتي الكرام .. يسعدني ان اقدم لكم قصة نادرة عن جحا
لم يقرأها قبلكم أي قارئ
..........
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺟﺤﺎ ﺿﺨﻤﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ
ﺳﻠﻴﻄﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻻ ﺗﻬﺪﺃ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ الاحوال
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﻗﻮﻱ ﺭﺧﻴﻢ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻭﺟﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﺭ .
ﺍﻣﺎ جحا فهو ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ يصنع مسافة بينه وبينها
حال شجارها ..
يتقهقر تم يصيح في وجهها موبخآ لها
متحينآ لفرصته في الهرب اعلى سطح داره
وفي كل مرات الشجار
يجن جنون زوجته من ذلك الفرار
تصعد خلفه ...
فتجده وقد اختفى في لمح البصر عن الانظار
ليأخذها الظن بانه قفز من السطح باقتدار
لم تكن تعلم ان جحا ﻳﻬﺮﺏ في كل مرة ﻣﻦ ﻣﻤﺮ ﺧﻔﻲ ﺍﻋﻠﻰ
ﺳﻄﺢ ﺩﺍﺭﻩ
متسلقآ لجدار ﺍﺑﺎﻳﻌﻘﻮﺏ ﺟﺎﺭﻩ
ﺣﻴﺚ حوشه الفسيح وﺇﺳﻄﺒﻞ ﺣﻤﺎﺭﻩ
الذي كان يختبئ معه جحا ﻭﻳﻘﺺ
عليه ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ
....
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺷﺐ ﺑﻴﻦ ﺟﺤﺎ
ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺷﺠﺎﺭ غير اي شجار
وكانت قد ﻓﻄﻨﺖ في الخفاء
لأمر ذلك ﺍﻟﻤﻤﺮ السري الذي اخفاه عنها جحا بكل دهاء
فجاءت عند باب ذلك الممر
ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ وأوﺻﺪﺗﻪ ﺑﻤﺰﻻﺝ ﻭﻣﺘﺎﺭﻳﺲ واحجار
وجحا لا يعلم اي شئ مما صار
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ اﺷﺘﺪ بينهما ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ
ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺟﺤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺗﻜﻤﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ
ﺍﺧﺬ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻣﺎﻣﻬﺎ كعادته ﻭﻫﻮ ﻳﻜﻴﻞ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺏ بصفاقته
ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻌﻤﻞ
ﻟﻠﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻱ ﺣﺴﺎﺏ على فعلته
ﻭﻫﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ
ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ
ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺘﻤﺎﺩﻱ في شتيمتها
ساخرآ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻭﺯﻧﻬﺎ وسماجتها
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﻫﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺬ ﻳﺮﻛﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ
ﺻﺎﻋﺪﺁ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻇﻨﺂ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺠﺎﻩ ﻭﻣﺎ ﺍﻥ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻲ ﻣﻤﺮﻩ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺣﺘﻰ
ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺘﻲ
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ في ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ
ﺍﺫ ﺑﻪ ﻳﻠﻤﺢ ﺑﻄﺮﻑ ﻋﻴﻨﻪ
ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺃﻟﺪﺭﺟﺎﺕ
ﻟﺘﺮﺗﻌﺪ ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ ﺃﻭﺻﺎﻟﻪ
ﻭﺗﺼﻔﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺐ أﺳﻨﺎﻧﻪ ﻭﺍﺧﺬ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﺠﻞ
ﻛﺄﻧﻪ ﺍﻟﺮﺍﻛﺾ من ﺩﻧﻮ ﺍﻷﺟﻞ
ﻓﻠﻤﺢ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﺩ ﻓﻮﻕ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﺘﺸﺤﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ
عليها ملابس بالية وجرة من الفخار جاثية
وبدون أدنى مقدمات
خطرت في ذهنه الحاضر حيلة من الحيلات
فأخد يمرمغ في الرماد ثيابه
ومن الثياب القديمة عمامة حتى أهدابه
وبعد ان تخضب بالرماد الكثيف
بدا ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺷﺒﺤﺂ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺑﺸﻜﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ
بينما كانت زوجته السمينة
ﻗﺪ ﻗﺎﺭﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ
إذ به يتقمص دور الجني وﻳﺴﺒﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻮﻝ
ﻭﻫﻮ ﻳﺰﻣﺠﺮ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺪﻋﻮ ﺟﺤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺐ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺣﺒﺴﻮﻩ ﻭﻓﻲ
وفي محبسه الناري ﺍﺟﻠﺪﻭﻩ ﺣﺘﻰ
ﺗﻘﺘﻠﻮﻩ
انه أخطأ خطأ جسيم هيا احرقو داره
واقتلوا نسله وحماره ومن بعدها اقتلوا كل حي في داره
ﻟﺘﺮﻓﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺻﻮب الصوت
بعد ان اعتراها الذهول
وهنا صعقها ﺑﻬﻴﺌﺘﻪ ﻟﺘﺼﺮﺥ ﻣﺮﻋﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻃﻠﺘﻪ
ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﻭﻓﻚ ﺍﻟﺴﺮﺍﺡ
لتتهلل اسارير الماكر جحا بعد ان ادرك نجاح خطته
ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ من ﺷﺮﻭﻃﻪ
ﻭﻳﺤﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﻐﻮﻃﻪ ويأمرها ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ
وانه سيخفف الحكم عن زوجها لأسبوع من الزمان
على ﺍﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ طوال تلك المدة
ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺪﺍﺭ
بشرط الا تنظر إليهم
حتى لايسخطوها حجرآ في بئر ليس له قرار
ﺍﻭ ﺍﻥ ﺗﺤﺠﺐ ﺑﺨﻤﺎﺭﻫﺎ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻘﻀﻲ
ﻣﺪﺓ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻤﺴﻮﻩ ﺑﺄﺫﻯ ..
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺼﻌﺪ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻛﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻲ ﺳﻄﺢ
ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺑﻤﺎ ﻟﺬ ﻭﻃﺎﺏ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺗﻀﻌﻪ
ﻣﺮﻋﻮﺑﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻠﻤﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻟﺒﻨﺔ ﺍﻭ
ﻃﻮﺑﻪ ﻭﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ
ﺣﺴﺎﺑﻬﻢ ﻧﺰﻝ ﺟﺤﺎ ﻣﻬﻠﻶ ﻛﺄﻧﻪ ﺍﻟﻨﺎﺟﻲ ﻣﻦ
ﻋﺬﺍﺑﻬﻢ ﻣﺪﻋﻴﺂ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﺒﺴﻮﻩ ﺛﻴﺎﺑﺂ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ
ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺎﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﺦ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ
ﻟﺘﺘﻬﻠﻞ ﺍﺳﺎﺭﻳﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﻃﻮﻋﺂ ﻟﺮﻫﻦ
ﺇﺷﺎﺭﺗﻪ .... إلى أن جاء ذلك اليوم
الذي طرق فيه باب الدار
جارهم المسن ابا عمار
والذي جاء ليصلح بين الزوجان
بعد ان لمح جاره جحا وحيدآ فوق سطح الدار
لمدة ايام وأيام
ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ / ﻳﺎﺳﺮ ﺍﻟﺴﻤﻄﻲ ( ﺻﺎﺣﺐ
ﻣﺒﺪﺃ )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق