السبت، 20 مارس 2021

حوار الشاعرة ليلاس زرزور مع الشاعر أحمد بدوي العميد

مساء المحبة والسلام 

الشاعر المصري  ..  أحمد بدوى العميد 

خطاط ورسام.
عضو مجلس ادارة صالون الشاعرة مرفت جابر.
أمين عام مساعد الثقافة بحزب مصر القومي.
محرر صحفي بجريدة حديث الناس ..
الأمين العام للاتحاد العربي للثقافة والادب على مستوى الوطن العربي ..
حاصل على درع أمير الشعراء 2019 بمسابقة همس الشعراء فى مصر.
باحث فى موسيقا الشعر والنقد .
له ديوان مطبوع وآخر مشترك تحت الطبع ...
نشرت له العديد من المجلات الورقية والمواقع الإلكترونية ..
نال الكثير من شهادات التقدير والأوسمة ...

كان لنا معه هذا الحوار القيم الماتع ...

1_ متى اكتشفت موهبتك الشعرية وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ..
ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟ 
* اكتشفت موهبتي فى مرحلة الثانوية العامة، من خلال كتاباتي التى كانت تحمل شيئا من النغم وأنا لا أعلم.
وبالفعل؛ أهلتني الظروف للقراءة والبحث بحكم تواجدي المستمر بين مجموعة من المثقفين، وفتح المكتبات بشكل شبه دائم، وطرح مسابقات فى قرض الشعر والإلقاء.
المكتشف الحقيقي لموهبتي أستاذ اللغة العربية بالصف آنذاك، فكان موجها بالقراءة وناصحا بالحفظ والتعمق فى أسرار البلاغة.

2_ الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج مانصبو إليه من إبداع .. ماهي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟ 
* الشعر الحقيقي بالفعل هو انعكاس للموهبة ممتزجة بالحالة الشعورية، ولكن يوجد قوانين وعوامل يخضع لها وهي :
الوزن الموسيقي
المعجم
استخدام الرمز
استحقاق الفكرة
الدفقة الشعورية
التكثيف

3_ كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي 
كيف تفسر ذلك ؟ 
* الحصيلة اللغوية هى ركن رئيس لطرح الإبداع، ولن يتأتى ذلك إلا بالإطلاع والغوص فى عيون الأدب بكل صنوفه.

4_ مارأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة ؟ 
* الحركة الأدبية تحتاج إلى دعم من المسئولين والتنقيب عن كل مبدع حقيقي؛ لأن وسائل التواصل ليست مقياسا للحكم على الحركة الأدبية، فهناك فئات لا تعرف لهذه الوسائل طريقا.

5_ هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية ؟ 
* الموهبة تنطلق وحدها بعد طور التعبئة، أما دور المعلم فالتوجيه والنصح، وكما تفضلت حضرتك، يمكن للمعلم أن يختصر على الموهوبين سنين عددا فى تطوير الذات وتحصيل المفيد من العلوم فى أقل وقت، هذا إن صدق النصيحة.

6_ ما رأيك بالنقد ؟ 
* لِيدع أي ناقد هواه جانبا لأتلقى منه رأيه وعلمه وفنه، أما غير ذلك فما بين مجامل وهدام.

7_ هل ترى أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟ 
* إذا فصلنا الشعراء عن المتشاعرين سنجد أننا نمر بمرحلة إبداعها لا سقف له.

8_ ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟ 
* التباين واضح جدا، لاختلاف الموضوعات وتوالي الأحداث، وظهور مصطلحات جديدة، ونشأة المذاهب والمدارس الأدبية والنقدية، كل ذلك أدى إلى التباين.

9_ مانوع الشعر المفضل لديك ؟ 
* أطرق كل أبواب الشعر، وأميل فى القراءة إلى الحكم وفى الكتابة إلى الغزل.

ناهيك عن أن الشعور رفات
قلبي الصغير من النوى يقتات

هذا أنا؛ أروي كأعلم عالمٍ
مهما تقدَّم للروِيِّ ثِقاتُ

فى زرقة الأفق الْتقَت أحلامنا
حتى تجلت آية وعِظات

وتعافت الآمال من عبراتها
مرات تبهج، والهنا مرات

ومن انبلاج رؤاك رفرف خاطري
لكن سدًى؛ إن الرؤى أوقات

أتناول الضحكات إثما بيِّنًا
وتنوب عن دمعي العصيِّ دواةُ

يا ألف ليل جاء يمسك بسمةً
لا تكترث؛ من جئتهم أموات

هذي الحياة محطة مشؤومة
إن العُزوف عن الحياة حياةُ

10_ هل الشعر صناعة ؟ 
* الشعر موهبة ، وعلوم تخدم تلك الموهبة، وإن وجد التجويد وجدت الصناعة، ولنا فى شعر زهير مثال.

دع عنك خُبرَ الهوى إن جاء مستترا
واضمم جريرته إن لان وادكرا

حُيِّيت من آمر تهواه سيدة
وأنت مؤتمِر فى قوله احتضرا

قيثارة همسها والعين مهلكة
كأن مقلتها نجمٌ إذا استعرا

يُضاء من فمها المنفي بازله
ليلٌ يُمَكِّن من ألوانه الشعرا

طُغْراء إن ذُكِرت عصماء خُطبتها
أغنَت(بشارتُِها)عن غاية السفرا

ما زلت تحفظ إيلامًا ومعذرة
ولا يهمك إدراك الذى انكسرا

أوْلَتْك معراجها تلك التى صعدت
فزَكِّ عنه الهوى إن كنت مقتدرا

وآنس الدمع يا ابن الوجد إن به
فى كل ثانية درسًا إذا انهمرا

وأبدل الغاية العظمى بأولها
ما ظل بدر على حال إذا عبرا

فأولوياتها؛ عن كل ذى ولهٍ
تضاعف البعد أو تُقصي الذى انتحرا

ما شاع عنها وعنك الناس تذكره
من باب وعظٍ، على قلب به عُصرا

بأى عذر أرى فيك الهموم سرَت
وأنت من طاف بالأوهام واعتمرا

خُذها إليكَ فإنى لا أُباينها :
من يسْعَ للوهم يكسِر تحته دررا

11_ ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل أنت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟ 
* كل ما خالف الدائر العروضية لا أراه شعرا، بما فى ذلك التفعيلة.

12_ كيف ترى الوطن في شعرك ؟ 
* الوطن هُويتي ( حللت أم أقمت ).

13_ ماهي العوامل التي أدت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ 
وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟ 
* استخدام التكنولوجيا وفتح أبواب المنتديات والصالونات على المصراعين لتقديم ما تقدمه الكتب مقروءا ومسموعا، ومن المؤكد إن وسائل الاتصال سهلت كثيرا الحصول على النسخ المجانية.

14_ كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟ 
* المرأة فى قصائدي لها مكانتها ومنزلتها الكبيرة ولها خطاب يليق بها ومصطلحات تناسبها ولطالما أقمت جدارا بيني وبين غير ذلك .
أما كونها شاعرة لا بأس؛ فالموهبة لا تقتصر على الرجال، والإلهام ليس مقصورا على أفئدتهم.

لَمْ يَعُدْ لِي فِى مَوْطِنِ الْحُبِّ مَأْوَى
ذَهَبَتْ مَنْ كَانَتْ لِقَلْبِيَ مَثْوَى

أَجَّجَتْ نِيرَانَ الْهَوَانِ وَخَلَّتْ
قِمَمَ العِشْقِ بِالتُّرَابِ تُسَوَّى

قُلْتُ لِلشَّمْسِ يَوْمَ مَرَّتْ أَمَامِي:
بَيْنَنَا الْبَدْرُ جَاءَ يَكْسُفُ نَشْوَى

غَيَّبَتْنِي عَن الْحَيَاةِ كَأنِّي
أتَرَاءَى مِثْلَ السَّرَابِ وَأُطْوَى

15_ هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا ؟ 
* مقياس الفشل ليس النجاح.

16 _ ما سر نجاح الشاعر ؟ 
* تحصيل  العلم 
 الثقة
تقبل الآخر.

17_ لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية ؟ 
*أسراري لأهل بيتي.

18_ لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ؟ 
* كلما تساءلت عن انجازاتي أنظر لنفسي وأقول:
متى أنتقل من نقطة الصفر ؟

19_ ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟ 
* أبدعوا وانتشروا قبل أن يأكلكم المتشاعرون.

20_ كلمة تحب توجيهها إلى القراء ؟ 
* اقرؤوا ما يفيدكم، هدانا الله وإياكم لما يحب ويرضى،
ووفق الله الجميع.

شكرا لحضوركم ومتابعتكم أحبتي ..
سيبقى باب الحوار مفتوحا حتى الساعة السابعة من مساء الغد ...

دمتم بود ..

ليلاس زرزور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق