الخميس، 6 أبريل 2017

فتاة التلال الحلقة 10 / بقلم الاستاذة .جميلة غلالة

·
فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة: 10
مريم : هنا يبدأ دور منير رحمه الله
د.منذر : لقد كنت أتساءل أين منير في خضم كل هذه
الأحداث
مريم : برغم حنيني إليه أبعدته من تفكيري تماما
ولكن وقفت الزنقة للهارب كما يقال
 ..فقد أصبح مكوثنا
في بيت السيدة سعاد ضربا من المحال..رغم
أنها كانت كريمة ولم تطردنا..بحثت بين طيات ثيابي
عن أرقام هواتفه..واتصلت به..كانت فرحته لا توصف
وهو يهتف..
منير : أخيرا تذكرتني يا مريم ؟
وذهبنا إليه في مكتبه.. لقد أخذ في معاتبتي وتأنيبي
وكنت كالطفلة التي وجدت صدر أمها بعد فراق طويل.
كان يحضن كتفي وكنت أحس بحرارة ذراعه تجري
في أوصالي وهمس في أذني.. بأنه اشتاق إليّ ..
ولم أنس نفسي حتى وأنا في قمة سعادتي ..وهتف
شيء في داخلي..أفيقي إنه رجل متزوج إياك أن
تكوني سببا في هدم حياته الزوجية..اغتصبت
ابتسامة وأنا أشير إلى فائزة ..
مريم : آه..لقد نسيت صديقتي...هذه صديقتي فائزة
رحب بها بكل حفاوة ثم خاطبني بكل حنان
منير : أتدري يا مريم؟ أنا ما نسيتك لحظة كنت أتتبع
أخبارك من خلال ما تنشره عنك الصحف
أنظري لقد احتفظت بها كلها..
ولم أتصل بك أحتراما لرغبتك
مريم : يا الله يا سيدي
جثى على ركبتيه أمامي و قال:
منير : أرجوك يا مريم باسم الصداقة لا تناديني
سيدي...هذا يحرجني
مريم : شكرا لك يا سيدي ..ولكنه أمر صعب للغاية
منير : سألتك باسم المكانة التي تحتلينها في قلبي قولي
منيرا
مريم : حاضر ولو أنه صعب..حاضر يا منير
و اندفع كالطفل فرحا وهو يردد
منير : أخيرا..أخيرا سمعتها يا مريومتي
ثم تمعن فيّا قال..
وجهك شاحب و متعب وآثار البكاء في عينيك ما الأمر؟
فائزة : ملاحظتك في محلها يا سيدي..لقد تحملت
مريم ما تنوء به الجبال منذ وصولها إلى العاصمة
منير : هكذا يا مريم ؟ أين وعدك لي بأن تلجئ إليّ في
أقل الصعوبات ؟ أتراها كانت وعودا كاذبة ؟
مريم : لا لا يا منير غاية ما هناك أنني لم أشأ إزعاجك
منير : ما هذا الكلام أنا والله عاتب عليك..وسأحاسبك
على ذلك..ولكن قبل كل شيء سأقوم بواجب الضيافة
وسأطلب من الساعي كؤوس من الليمون المنعش
(طلب منير الليمون
وجلس بجانبي ..نظر في
وجهي)
منير : قولي ما سبب هذا الشحوب وهذه الهالة
السوداء التي تحيط بعينيك الجميلتين
فائزة : ماذا أقول لك يا سيدي..دعني أسرد أنا على
مسمعك ما تعرضت إليه مريم من مظالم
أنظر إليها يا سيدي ..لقد قاست الأمرّين
وهي منهارة تماما.. لقد تعرضت إلى كل
أنواع المذلة في المبيت الجامعي..وكانت
السيدة سعاد المشرفة على المبيت في قمة
الأخلاق حيث أخرجتنا وأسكنتنا عندها كي تبعدنا
عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو حياتنا
أو يشغلنا عن الدراسة..ولكن يا سيدي بقدر ما كانت
السيدة سعاد تتحلى بمكارم الأخلاق بقدر ما كان
زوجها لئيما وعديم الأخلاق
منير : ماذا ؟وهل بدر منه ما يسيء إليكما ؟
فائزة : بكل أسف أجل
منير : وكيف ذلك ؟
فائزة : كلفتنا السيدة سعاد بالسهر على راحته لأنه
تعرض إلى وعكة صحية ولأنها ذاهبة إلى
المستشفى لعيادة أختها التي تعرضت إلى
حادث مرور..ذهبنا إليه.. وبعد أن ساعدته
مريم على الذهاب إلى الحمام.. تصرف
تصرفا لا أخلاقي تجاهها..ثم طلب بل و
أصر على أن أذهب أنا لأشتري له
صحيفة..كي يخلو له الجو و..وبعد خروجي انقض
على مريم كالحيوان الكاسر وبينما كانت
تتوسل إليه وتصارعه عادت السيدة سعاد
وعوض أن تشرح لها الأمور جعلتها
تعتقد أنها السبب وزوجها بريء وهي
من أغرته حتى أنها نعتتها بأبشع النعوت
منير : ماذا ؟ ما هذا التصرف يا مريم ؟
وأرجوك كفي عن البكاء أنا لا أحتمل هذه
الدموع
فائزة : سأقول لك لماذا ؟ لأنها أرادت أن ترد لها
البعض من جميلها علينا وحتى لا تكون
المتسببة في هدم بيتها
مريم : يا لروعتك يا مريم !! كل يوم أكتشف فيك خصالا
قل ما توجد عند بنات جيلك..ولكن ليس على
حساب شرفك وسمعتك
مريم : صدقني لم أفكر في شيء سوى في إنقاذ
بيتها من الانهيار
منير : إنه لئيم هذا أقل ما يقال فيه
مريم : بعد أن عرفت ما جرى..هل تجد لنا سكن
أنا وفائزة حتى نهاية السنة الجامعية التي
أوشكت على الانتهاء..
منير : وهل تسألينني يا مريم ؟ طبعا سأجد لكما مأوى
ولكن أشربا الليمون أولا وجففي هذه الدموع
بل ودعيها لأنه بدءا من هذه اللحظة أنا المسؤول
عنك ولن أسمح لأي مخلوق أن يسيء إليك.
مريم : ماذا أقول لك يا منير؟
منير : لا تقولي شيء ..أعيدي فقط على مسمعي ..يا منير
مريم : شكرا لك يا منير أنت تبعث في نفسي القوّة
منير : أعدك يا مريم ما دمت حيّا سأرعاك ولن
أسمح لأي إن كان أن يمس شعرة منك
والآن إليكما قراري ..ابتداء من الغد ستسكنان
مع أمّي...
مريم : مع أمك ؟
منير : أجل أمي..إنها تسكن وحدها في منزل كبير
وستكون سعيدة بصحبتكما
مريم : لا نريد إزعاجها يا منير
فائزة : ولا إقلاق راحتها
منير : بالعكس ستطير فرحا.. سأوصلكما اليوم حتى
أعرف العنوان..وغدا إن شاء الله أصحبكما
إلى بيت أمي
مريم : ماذا أقول لك يا منير؟ أنا......
منير : قولي يا منير فقط...
د.منذر : يا له من منير...انه رائع ابن العم هذا
إذا سكنتما عند زوجة عمّي..هي  امرأة رائعة وبرغم أنها تنتمي إلى
وسط اجتماعي راقي إلا أنها عنوان التواضع
والنبل والأخلاق الفاضلة
مريم : صدقت في وصفها يا منذر ..أنا ما رأت عيني
أروع من تلك السيدة..لقد غمرتنا بعطفها وحنانها
منذ أن حللنا عندها. .حتى أننا يومها وجدناها
تنتظرنا ..تمتم منير وهو يوقف السيارة مبتسما
منير : كم أنت رائعة يا أمّي..أنظرا إنها تنتظرنا بالباب
نظرنا إليها..إلى من أنجبت هذه الكتلة من رفعة الأخلاق
كانت في الستين ..لم تستطع السنين القضاء على
ما وهبها الله من جمال..فهي بشوشة يرتاح لها الناظر
ورأيت أجمل وأرق ابتسامة في حياتي
ابتسامة من الأعماق لا يلفها الزيف والخداع..
وبدون وعي مني فتحت باب السيارة وأسرعت
أقبل يدها ولكن لدهشتي جذبتني إلى صدرها
قبلتني وقالت :
جليلة : أنت مريم أليس كذلك ؟ لقد عرفتك من وصف منير
ثم سلمت على فائزة وحضنت كل واحدة من جهة
وهي ترحب بنا..أسرعت الخادمة تدخل أمتعتنا
وألتفت منير إلى أمه مازحا
منير : هكذا أيتها الحبيبة؟ هكذا بعتني في طرفة عين ؟
جليلة : أبيعك ؟ وكيف أبيعك أيها الغالي ؟ هل أبيع عمري؟
قبلها منير بكل حنان وهو يهتف
منير : بل انت عمري أيتها الغالية
وبدون وعي مني أخذت أبكي وأنا أقبل يدها
امتنانا وعرفانا بالجميل..ولكنها حضنتني وهي
تمسح على شعري بكل حنان الأم
جليلة : كفكفي دموعك يا صغيرتي..لقد نلت كفايتك
من الظلم والعذاب..اليوم منير إلى جانبك
لن يسمح لأي كان بالإساءة إليك أو جرح مشاعرك
زد على ذلك فإن بيتي وصدري الآن هما مأواك
وأنت يا فائزة وقوفك إلى جانب مريم لهو دليل
على رفعة أخلاقك ونبل عائلتك
فائزة : مريم هي أختي ورفيقة دربي..وما يسيء إليها
يسيئني ..والحمد لله الذي أوقف أمثالكما في
طريقنا
جليلة : من الآن فصاعدا لا ينالكما إلا الخير..
منير : هل جهزت لهما غرفتهما ؟
جليلة :أجل إنها جاهزة و بها كل ما تستحقان
منير : أنت رائعة يا أمي
مريم : بل هي الروعة بعينها
فائزة : صدقت يا مريم..والله لم أجد حتى كلمات
الإطراء التي تستحقها
منير : والآن كفاكما إطراءا..هل سنتناول الطعام يا أمي ؟
جليلة : طبعا يا عزيزي وقد طبخت لكم كسكسا لذيذا
يسيّل اللعاب ..
منير : لكم أحبك يا غالية وكم يسعدني تناول الغداء
عندك والاستمتاع بطعامك الشهي
جليلة : وأنا تكون سعادتي أكبر عندما أقرأ السعادة
على وجهك (واغرورقت عينيها بالجموع لتمسحها بسرعة)
منير : أرجوك يا غالية لا أحتمل هذه المسحة من
الحزن على وجهك ولا تلك الدموع..وقد اتخذت قراري مع
فردوس وستعرفينه في الوقت المناسب
جليلة : لا تربط حياتك بحياتي يا ولدي..
منير : وهل من مكان في القلب لمن يسيء خاصة
إليك يا عزيزتي؟
(انعقد لساني وتبادلت نظرات الدهشة مع فائزة)
الى اللقاء مع الحلقة :11

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق